الأحد، 24 مارس 2013

سجال شعري بين الشاعرين العروبين مصطفى الجزار ومحمود جابر في حال العراق والأمة العربية

سجال شعري بين الشاعرين العروبين مصطفى الجزار ومحمود جابر في حال العراق والأمة العربية
سجال شعري الشاعرين العروبين مصطفى سجال شعري الشاعرين العروبين مصطفى
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة / شعر - مصطفى الجزار
-----------------------------------------------------
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة = فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ = سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا = واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ.. وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً = فالشعرُ في عصرِ القنابلِ.. ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ = فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها = واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً = وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها = تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة:
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي = هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ = وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً = عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفاً = نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم = حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً = أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ = فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ = بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ = كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ = متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى = ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم = مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم = ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم = فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها = مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها = لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً = في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي = لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها = تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
*******
يجيبه الشاعر محمود جابر متقمصاَ دور عنترة
-------------------------------------------
إني أبا عمر سأصمد شامخا = في وجه بيداء الضلال المقفره
حتى وإن ترك الجميع معونتي = بسيوفهم وبما حوته المحبره
سأظل أتعب أدهمي ومهندي = واحارب الجيش العظيم لآسره
وسأكتب الأشعار عاطرة الشذى = وأسوقها لعيون عبلة زائره
فالشعر بدر للحقيقة مشرق = ما كان يوما يا صديقي ثرثره
يا سيد الشعراء لا تك قانطا = إني أرى دنيا العدو مهاجره
وأرى قميري قد تأهب نوره = ليزيل أنجاس العدا ودياجره
وحصاني العربي عاد صهيله = وكلاب " أمريكا " سترجع خاسره
إني أرى جيلا تلألأ فجره = في عينه فمضى يخط مفاخره
ومضى على درب الكرامة شامخا = يهدي بدعوته القلوب الحائره
جيل قد استعلى على شهواته = ومضى يحث خطاه نحو الآخره
جيل تربى في المساجد طائعا = وأقام في ثوب الخشوع شعائره
هو نبت صخر قد تفجر غيظه = مما جنته سنون ظلم جائره
فمضى ليرسم فجره مستعليا = ومرددا عذب البيان وساحره
سيعود أقصانا تدوي فوقه = " الله أكبر " من قوى مستكبره
وتعود بغداد لسالف عزّها = وتعود أقمار المعارف سافره
وتعود قصة أمتي مزدانة = وتعود أزمنة الكرامة عاطره
ويعود ثغر كالندى متبسما = وتعود للعقد الثمين الجوهره
وتعود عبلة والنياق ودارها = وتعود أيام الليالي المقمره
*****
اللوحة بريشة الفنان العراقي الراحل فائق حسن

https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق