سجال شعري بين الشاعرين العروبين مصطفى الجزار ومحمود جابر في حال العراق والأمة العربية
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة / شعر - مصطفى الجزار
-----------------------------------------------------
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة = فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ = سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا = واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ.. وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً = فالشعرُ في عصرِ القنابلِ.. ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ = فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها = واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً = وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها = تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة:
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي = هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ = وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً = عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفاً = نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم = حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً = أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ = فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ = بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ = كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ = متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى = ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم = مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم = ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم = فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها = مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها = لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً = في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي = لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها = تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
*******
يجيبه الشاعر محمود جابر متقمصاَ دور عنترة
-------------------------------------------
إني أبا عمر سأصمد شامخا = في وجه بيداء الضلال المقفره
حتى وإن ترك الجميع معونتي = بسيوفهم وبما حوته المحبره
سأظل أتعب أدهمي ومهندي = واحارب الجيش العظيم لآسره
وسأكتب الأشعار عاطرة الشذى = وأسوقها لعيون عبلة زائره
فالشعر بدر للحقيقة مشرق = ما كان يوما يا صديقي ثرثره
يا سيد الشعراء لا تك قانطا = إني أرى دنيا العدو مهاجره
وأرى قميري قد تأهب نوره = ليزيل أنجاس العدا ودياجره
وحصاني العربي عاد صهيله = وكلاب " أمريكا " سترجع خاسره
إني أرى جيلا تلألأ فجره = في عينه فمضى يخط مفاخره
ومضى على درب الكرامة شامخا = يهدي بدعوته القلوب الحائره
جيل قد استعلى على شهواته = ومضى يحث خطاه نحو الآخره
جيل تربى في المساجد طائعا = وأقام في ثوب الخشوع شعائره
هو نبت صخر قد تفجر غيظه = مما جنته سنون ظلم جائره
فمضى ليرسم فجره مستعليا = ومرددا عذب البيان وساحره
سيعود أقصانا تدوي فوقه = " الله أكبر " من قوى مستكبره
وتعود بغداد لسالف عزّها = وتعود أقمار المعارف سافره
وتعود قصة أمتي مزدانة = وتعود أزمنة الكرامة عاطره
ويعود ثغر كالندى متبسما = وتعود للعقد الثمين الجوهره
وتعود عبلة والنياق ودارها = وتعود أيام الليالي المقمره
*****
اللوحة بريشة الفنان العراقي الراحل فائق حسن
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة / شعر - مصطفى الجزار
-----------------------------------------------------
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة = فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ = سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا = واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ.. وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً = فالشعرُ في عصرِ القنابلِ.. ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ = فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها = واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً = وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها = تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة:
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي = هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ = وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً = عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفاً = نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم = حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً = أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ = فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ = بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ = كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ = متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى = ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم = مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم = ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم = فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها = مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها = لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً = في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي = لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها = تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
*******
يجيبه الشاعر محمود جابر متقمصاَ دور عنترة
-------------------------------------------
إني أبا عمر سأصمد شامخا = في وجه بيداء الضلال المقفره
حتى وإن ترك الجميع معونتي = بسيوفهم وبما حوته المحبره
سأظل أتعب أدهمي ومهندي = واحارب الجيش العظيم لآسره
وسأكتب الأشعار عاطرة الشذى = وأسوقها لعيون عبلة زائره
فالشعر بدر للحقيقة مشرق = ما كان يوما يا صديقي ثرثره
يا سيد الشعراء لا تك قانطا = إني أرى دنيا العدو مهاجره
وأرى قميري قد تأهب نوره = ليزيل أنجاس العدا ودياجره
وحصاني العربي عاد صهيله = وكلاب " أمريكا " سترجع خاسره
إني أرى جيلا تلألأ فجره = في عينه فمضى يخط مفاخره
ومضى على درب الكرامة شامخا = يهدي بدعوته القلوب الحائره
جيل قد استعلى على شهواته = ومضى يحث خطاه نحو الآخره
جيل تربى في المساجد طائعا = وأقام في ثوب الخشوع شعائره
هو نبت صخر قد تفجر غيظه = مما جنته سنون ظلم جائره
فمضى ليرسم فجره مستعليا = ومرددا عذب البيان وساحره
سيعود أقصانا تدوي فوقه = " الله أكبر " من قوى مستكبره
وتعود بغداد لسالف عزّها = وتعود أقمار المعارف سافره
وتعود قصة أمتي مزدانة = وتعود أزمنة الكرامة عاطره
ويعود ثغر كالندى متبسما = وتعود للعقد الثمين الجوهره
وتعود عبلة والنياق ودارها = وتعود أيام الليالي المقمره
*****
اللوحة بريشة الفنان العراقي الراحل فائق حسن
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق