الاثنين، 25 مارس 2013

هديةً كُنتَ من نيسان... في الذكرى السادسة لإغتيال شهيد الحج الأكبر

هديةً كُنتَ من نيسان...
في الذكرى السادسة لإغتيال شهيد الحج الأكبر


هديةً كُنتَ نيسان... الشاعر أديب هديةً كُنتَ نيسان... الشاعر أديب
شعر - أديب ناصر

------------------
ها أَنتَ تشعل للاجيال برهانا = بأنَّ بشرى غدِ الاوطان نيسانا
وأَنَّ وردتكَ الجوريّة انتسبتْ = وأَنّ ياساً وقداحاً وريْحانا
وأنَّ غُصناً.. وتدري أنَّ يابسَه = قد راح ينبض نوّاراً وأغصانا
كُنتَ اليتيمَ ولم تُقهَرْ.. وصرتَ أباً = بالدفءِ تحضنُ أَيتاماً وأَحضانا
وقد هزأتَ بخوف الليل.. أيّ فتىً= يُبدّدُ الليل أشباحاً وعدوانا
وضدّ طاغيةٍ غالى بقاسِمه = وأوْرثَ الناسَ أمواتاً وأكفانا
وقُلتَ للموتِ: ليس الان موعدُنا = فالان نعبرُ.. إنّا الثورةُ الآنا
وفي غدٍ.. حين لانرضى له بدلاً = هذا العراقُ.. على جمرٍ ستلقانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان.. وانسكبَتْ = مع الفراتين أمواجاً وشطآنا
وصرتَ قبل أوانِ الارض أخضرها = تمدّ ظِلاً لمسحاةٍ وتَحْنانا
ورُحتَ تلثم رأس الطفلِ تحمله = وما حملتَ كهذا قبلْ حَملانا
كان العَناءُ الذي آويته تَعِباً = كان العَراءُ الذي غطّيتَ عُريانا
كان الترابُ غباراً والعيونَ قذى = وبيْدرُ الريحِ والاشلاءِ غِربانا
كان الكتابُ بهيُّ الحرفِ مُحترفاً = وكان دجلةُ منذ النار ظمآنا
ومنذ هارون لم ترجعْ سحابتُه = كأَنَّ في مائِها المحمولِ قُرصانا
كان العويلُ غناء الليلِ مِن ضَنَكٍ = فينزف الليل أنّاتٍ وأحزانا
وكُنتَ أنتَ.. بلى.. قد كُنتَ ساهِرَه = وكُنتَ صبراً على صبرٍ وسلوانا
يا كم تمنيَّتَ لو أغمضتَ عيْنَ أسىً = حتى ترى في سوادِ العيْنِ بُستانا
أجريتَ ماءً وكان الصخرُ منغلقاً = انطقتَ خُرساً وأسراراً وحيطانا
آويْتَ ماطرةً.. أسكنتَ قُبّرةً = أسقيْتَ سوسنةً.. أطعمتَ جوعانا
لكنَّ أَروعَ ما أعطيتنا دَمَنا = كرامةً أيقظَتْ فينا سجايانا
كرامةً.. أُمةً.. مستقبلاً.. أَملاً = تُحيي الكرامةُ في الإنسانِ إنسانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان وانطلقت = جحافلُ المجدِ راياتٍ وفرسانا
هديةً.. بل هدايا.. هل سوى كَرَمٍ = يصّبُ بأساً وأمطاراً وطوفانا؟
وهل سوى عَلَمٍ في المجدِ ينسبهم = الى البطولةِ أبطالاً وشجعانا؟
قومٌ إذا الشُّرُ أبدى ناجذْيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم= في النائباتِ، على ما قال برهانا
سلوا دمشقَ بِمنْ في خَطبها سَلِمَتْ = وكيف غطّى حديدُ الزحفِ كُثبانا
وكيف بغداد قد طارَتْ هلاهُلها = تمُدُّ شريانَها للشام شريانا
سلوا الكِنانَةَ..هل سيناء تنكره = صقراً يحلَقُ أوْ ينقضّ غضبانا؟
سَلوا الفجيعةَ في لبنان حين رَنَتْ = ودقَّ صَدرَ الأسى، كم كان لبنانا
سَلوا النداءاتِ.. كان السيفُ يسبقها = وكان في حَدّه السودانُ سودانا
وكان في يَمَنٍ، من غيرةٍ، يمناً = وفي الشموسِ مِن الاشواق تطوانا
وفي الخليجِ.. بالآفٍ مؤلّفةٍ = تُخَندِقُ الفاو أسيافاً وشُّبانا
سلوا العراقَ.. ثمانٍ كُنَّ مِنْ لَهَبٍ = وكُنَّ للوطنِ القربان قُربانا
سلوا المُحمرّةَ الكعبيَّ.. خَزْعَلها = بأيِّ شوقٍ غدا الاحواز ميْدانا؟
ياهيْعهةً.. يا هبوبَ الريح.. ياوَجَعاً = يجول في حُزنِه سِراً وكتمانا
من ذا يطير اليك غيرُ ذي وَجَعٍ = يقدّ من كَتف الصّوان صّوانا
هو العراق.. العراقيون نعرفهم = طوْعاً يجودون لا كُرْهاً وإذعانا
***
نيسان.. نيسان.. هل صَعبٌ يُجرّبه = وهو المُجرَّبُ تاريخاً وعنوانا؟
أُنظر مقاومةَ الاحرار قد عَبرتْ = بكلِ حيٍّ.. ببلوانا.. بقتلانا
تقدّمَتناَ دمانا وهي نازفةٌ = وَشيمتناَ بما فينا شظايانا
وكان أولَّنا في كلِ موقعةٍ = أبٌ يُجندلُ بالشبلين خُذلانا
وبالحفيدِ الذي كالألفِ واحدُه= ال ما كان قطُّ فتىً.. بل كان فتيانا
وبالملايين.. ما زالت إشارتُه = في شاهقِ البرقِ، من جُرحيْه إعلانا
فيضرب الفجرُ بالقسّام ضَربَتَه = وكان فجركَ قبل الآن إيذانا
فتحاً سيربض في فتحٍ.. وصيحتُه = يا (للحُسيْن) وما قد كُنتَ أو كانا
هَدَّ (الحسينُ) سكوناً كاد يقتلنا = وفَزَّ من عتمات الموت موتانا
وَمَدَّ غاضبكَ (العباس) غضبته = أخاً يحُشّد للايام إخوانا
وقُلْتَ: لَيسْتْ (حَلا) بغداد منْ أَمَرتْ = القدسُ نادتْ وجرحُ القدسِ نادانا
وها فتاها الذي السِجّيل رَميتُهُ = يَسْتّلَكَ اليوم مثل الشمس برهانا
للآن تَقْدَحُ في كفٍ رصاصَتنا = للآن نُضرمُ في النيران نيرانا
للآن تسكب في النهرينِ مِن عُنُقٍ = للآن تحضن عند الله قُرآنا
والآن فينا بحجم الكون هِمتُّنا = يزيدنا الجرحُ إيلاماً وإيمانا
أكُلَّ هذا (بطغيانٍ) تُرتّبهُ؟ = زدْنا بربّكَ يا صدام طغيانا
************
الاثنين 18 صفر 1434 / 31 كانون الاول 2012
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق