هديةً كُنتَ من نيسان...
في الذكرى السادسة لإغتيال شهيد الحج الأكبر
شعر - أديب ناصر
------------------
ها أَنتَ تشعل للاجيال برهانا = بأنَّ بشرى غدِ الاوطان نيسانا
وأَنَّ وردتكَ الجوريّة انتسبتْ = وأَنّ ياساً وقداحاً وريْحانا
وأنَّ غُصناً.. وتدري أنَّ يابسَه = قد راح ينبض نوّاراً وأغصانا
كُنتَ اليتيمَ ولم تُقهَرْ.. وصرتَ أباً = بالدفءِ تحضنُ أَيتاماً وأَحضانا
وقد هزأتَ بخوف الليل.. أيّ فتىً= يُبدّدُ الليل أشباحاً وعدوانا
وضدّ طاغيةٍ غالى بقاسِمه = وأوْرثَ الناسَ أمواتاً وأكفانا
وقُلتَ للموتِ: ليس الان موعدُنا = فالان نعبرُ.. إنّا الثورةُ الآنا
وفي غدٍ.. حين لانرضى له بدلاً = هذا العراقُ.. على جمرٍ ستلقانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان.. وانسكبَتْ = مع الفراتين أمواجاً وشطآنا
وصرتَ قبل أوانِ الارض أخضرها = تمدّ ظِلاً لمسحاةٍ وتَحْنانا
ورُحتَ تلثم رأس الطفلِ تحمله = وما حملتَ كهذا قبلْ حَملانا
كان العَناءُ الذي آويته تَعِباً = كان العَراءُ الذي غطّيتَ عُريانا
كان الترابُ غباراً والعيونَ قذى = وبيْدرُ الريحِ والاشلاءِ غِربانا
كان الكتابُ بهيُّ الحرفِ مُحترفاً = وكان دجلةُ منذ النار ظمآنا
ومنذ هارون لم ترجعْ سحابتُه = كأَنَّ في مائِها المحمولِ قُرصانا
كان العويلُ غناء الليلِ مِن ضَنَكٍ = فينزف الليل أنّاتٍ وأحزانا
وكُنتَ أنتَ.. بلى.. قد كُنتَ ساهِرَه = وكُنتَ صبراً على صبرٍ وسلوانا
يا كم تمنيَّتَ لو أغمضتَ عيْنَ أسىً = حتى ترى في سوادِ العيْنِ بُستانا
أجريتَ ماءً وكان الصخرُ منغلقاً = انطقتَ خُرساً وأسراراً وحيطانا
آويْتَ ماطرةً.. أسكنتَ قُبّرةً = أسقيْتَ سوسنةً.. أطعمتَ جوعانا
لكنَّ أَروعَ ما أعطيتنا دَمَنا = كرامةً أيقظَتْ فينا سجايانا
كرامةً.. أُمةً.. مستقبلاً.. أَملاً = تُحيي الكرامةُ في الإنسانِ إنسانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان وانطلقت = جحافلُ المجدِ راياتٍ وفرسانا
هديةً.. بل هدايا.. هل سوى كَرَمٍ = يصّبُ بأساً وأمطاراً وطوفانا؟
وهل سوى عَلَمٍ في المجدِ ينسبهم = الى البطولةِ أبطالاً وشجعانا؟
قومٌ إذا الشُّرُ أبدى ناجذْيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم= في النائباتِ، على ما قال برهانا
سلوا دمشقَ بِمنْ في خَطبها سَلِمَتْ = وكيف غطّى حديدُ الزحفِ كُثبانا
وكيف بغداد قد طارَتْ هلاهُلها = تمُدُّ شريانَها للشام شريانا
سلوا الكِنانَةَ..هل سيناء تنكره = صقراً يحلَقُ أوْ ينقضّ غضبانا؟
سَلوا الفجيعةَ في لبنان حين رَنَتْ = ودقَّ صَدرَ الأسى، كم كان لبنانا
سَلوا النداءاتِ.. كان السيفُ يسبقها = وكان في حَدّه السودانُ سودانا
وكان في يَمَنٍ، من غيرةٍ، يمناً = وفي الشموسِ مِن الاشواق تطوانا
وفي الخليجِ.. بالآفٍ مؤلّفةٍ = تُخَندِقُ الفاو أسيافاً وشُّبانا
سلوا العراقَ.. ثمانٍ كُنَّ مِنْ لَهَبٍ = وكُنَّ للوطنِ القربان قُربانا
سلوا المُحمرّةَ الكعبيَّ.. خَزْعَلها = بأيِّ شوقٍ غدا الاحواز ميْدانا؟
ياهيْعهةً.. يا هبوبَ الريح.. ياوَجَعاً = يجول في حُزنِه سِراً وكتمانا
من ذا يطير اليك غيرُ ذي وَجَعٍ = يقدّ من كَتف الصّوان صّوانا
هو العراق.. العراقيون نعرفهم = طوْعاً يجودون لا كُرْهاً وإذعانا
***
نيسان.. نيسان.. هل صَعبٌ يُجرّبه = وهو المُجرَّبُ تاريخاً وعنوانا؟
أُنظر مقاومةَ الاحرار قد عَبرتْ = بكلِ حيٍّ.. ببلوانا.. بقتلانا
تقدّمَتناَ دمانا وهي نازفةٌ = وَشيمتناَ بما فينا شظايانا
وكان أولَّنا في كلِ موقعةٍ = أبٌ يُجندلُ بالشبلين خُذلانا
وبالحفيدِ الذي كالألفِ واحدُه= ال ما كان قطُّ فتىً.. بل كان فتيانا
وبالملايين.. ما زالت إشارتُه = في شاهقِ البرقِ، من جُرحيْه إعلانا
فيضرب الفجرُ بالقسّام ضَربَتَه = وكان فجركَ قبل الآن إيذانا
فتحاً سيربض في فتحٍ.. وصيحتُه = يا (للحُسيْن) وما قد كُنتَ أو كانا
هَدَّ (الحسينُ) سكوناً كاد يقتلنا = وفَزَّ من عتمات الموت موتانا
وَمَدَّ غاضبكَ (العباس) غضبته = أخاً يحُشّد للايام إخوانا
وقُلْتَ: لَيسْتْ (حَلا) بغداد منْ أَمَرتْ = القدسُ نادتْ وجرحُ القدسِ نادانا
وها فتاها الذي السِجّيل رَميتُهُ = يَسْتّلَكَ اليوم مثل الشمس برهانا
للآن تَقْدَحُ في كفٍ رصاصَتنا = للآن نُضرمُ في النيران نيرانا
للآن تسكب في النهرينِ مِن عُنُقٍ = للآن تحضن عند الله قُرآنا
والآن فينا بحجم الكون هِمتُّنا = يزيدنا الجرحُ إيلاماً وإيمانا
أكُلَّ هذا (بطغيانٍ) تُرتّبهُ؟ = زدْنا بربّكَ يا صدام طغيانا
************
الاثنين 18 صفر 1434 / 31 كانون الاول 2012
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater
في الذكرى السادسة لإغتيال شهيد الحج الأكبر
شعر - أديب ناصر
------------------
ها أَنتَ تشعل للاجيال برهانا = بأنَّ بشرى غدِ الاوطان نيسانا
وأَنَّ وردتكَ الجوريّة انتسبتْ = وأَنّ ياساً وقداحاً وريْحانا
وأنَّ غُصناً.. وتدري أنَّ يابسَه = قد راح ينبض نوّاراً وأغصانا
كُنتَ اليتيمَ ولم تُقهَرْ.. وصرتَ أباً = بالدفءِ تحضنُ أَيتاماً وأَحضانا
وقد هزأتَ بخوف الليل.. أيّ فتىً= يُبدّدُ الليل أشباحاً وعدوانا
وضدّ طاغيةٍ غالى بقاسِمه = وأوْرثَ الناسَ أمواتاً وأكفانا
وقُلتَ للموتِ: ليس الان موعدُنا = فالان نعبرُ.. إنّا الثورةُ الآنا
وفي غدٍ.. حين لانرضى له بدلاً = هذا العراقُ.. على جمرٍ ستلقانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان.. وانسكبَتْ = مع الفراتين أمواجاً وشطآنا
وصرتَ قبل أوانِ الارض أخضرها = تمدّ ظِلاً لمسحاةٍ وتَحْنانا
ورُحتَ تلثم رأس الطفلِ تحمله = وما حملتَ كهذا قبلْ حَملانا
كان العَناءُ الذي آويته تَعِباً = كان العَراءُ الذي غطّيتَ عُريانا
كان الترابُ غباراً والعيونَ قذى = وبيْدرُ الريحِ والاشلاءِ غِربانا
كان الكتابُ بهيُّ الحرفِ مُحترفاً = وكان دجلةُ منذ النار ظمآنا
ومنذ هارون لم ترجعْ سحابتُه = كأَنَّ في مائِها المحمولِ قُرصانا
كان العويلُ غناء الليلِ مِن ضَنَكٍ = فينزف الليل أنّاتٍ وأحزانا
وكُنتَ أنتَ.. بلى.. قد كُنتَ ساهِرَه = وكُنتَ صبراً على صبرٍ وسلوانا
يا كم تمنيَّتَ لو أغمضتَ عيْنَ أسىً = حتى ترى في سوادِ العيْنِ بُستانا
أجريتَ ماءً وكان الصخرُ منغلقاً = انطقتَ خُرساً وأسراراً وحيطانا
آويْتَ ماطرةً.. أسكنتَ قُبّرةً = أسقيْتَ سوسنةً.. أطعمتَ جوعانا
لكنَّ أَروعَ ما أعطيتنا دَمَنا = كرامةً أيقظَتْ فينا سجايانا
كرامةً.. أُمةً.. مستقبلاً.. أَملاً = تُحيي الكرامةُ في الإنسانِ إنسانا
***
هديةً كُنتَ مِن نيسان وانطلقت = جحافلُ المجدِ راياتٍ وفرسانا
هديةً.. بل هدايا.. هل سوى كَرَمٍ = يصّبُ بأساً وأمطاراً وطوفانا؟
وهل سوى عَلَمٍ في المجدِ ينسبهم = الى البطولةِ أبطالاً وشجعانا؟
قومٌ إذا الشُّرُ أبدى ناجذْيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم= في النائباتِ، على ما قال برهانا
سلوا دمشقَ بِمنْ في خَطبها سَلِمَتْ = وكيف غطّى حديدُ الزحفِ كُثبانا
وكيف بغداد قد طارَتْ هلاهُلها = تمُدُّ شريانَها للشام شريانا
سلوا الكِنانَةَ..هل سيناء تنكره = صقراً يحلَقُ أوْ ينقضّ غضبانا؟
سَلوا الفجيعةَ في لبنان حين رَنَتْ = ودقَّ صَدرَ الأسى، كم كان لبنانا
سَلوا النداءاتِ.. كان السيفُ يسبقها = وكان في حَدّه السودانُ سودانا
وكان في يَمَنٍ، من غيرةٍ، يمناً = وفي الشموسِ مِن الاشواق تطوانا
وفي الخليجِ.. بالآفٍ مؤلّفةٍ = تُخَندِقُ الفاو أسيافاً وشُّبانا
سلوا العراقَ.. ثمانٍ كُنَّ مِنْ لَهَبٍ = وكُنَّ للوطنِ القربان قُربانا
سلوا المُحمرّةَ الكعبيَّ.. خَزْعَلها = بأيِّ شوقٍ غدا الاحواز ميْدانا؟
ياهيْعهةً.. يا هبوبَ الريح.. ياوَجَعاً = يجول في حُزنِه سِراً وكتمانا
من ذا يطير اليك غيرُ ذي وَجَعٍ = يقدّ من كَتف الصّوان صّوانا
هو العراق.. العراقيون نعرفهم = طوْعاً يجودون لا كُرْهاً وإذعانا
***
نيسان.. نيسان.. هل صَعبٌ يُجرّبه = وهو المُجرَّبُ تاريخاً وعنوانا؟
أُنظر مقاومةَ الاحرار قد عَبرتْ = بكلِ حيٍّ.. ببلوانا.. بقتلانا
تقدّمَتناَ دمانا وهي نازفةٌ = وَشيمتناَ بما فينا شظايانا
وكان أولَّنا في كلِ موقعةٍ = أبٌ يُجندلُ بالشبلين خُذلانا
وبالحفيدِ الذي كالألفِ واحدُه= ال ما كان قطُّ فتىً.. بل كان فتيانا
وبالملايين.. ما زالت إشارتُه = في شاهقِ البرقِ، من جُرحيْه إعلانا
فيضرب الفجرُ بالقسّام ضَربَتَه = وكان فجركَ قبل الآن إيذانا
فتحاً سيربض في فتحٍ.. وصيحتُه = يا (للحُسيْن) وما قد كُنتَ أو كانا
هَدَّ (الحسينُ) سكوناً كاد يقتلنا = وفَزَّ من عتمات الموت موتانا
وَمَدَّ غاضبكَ (العباس) غضبته = أخاً يحُشّد للايام إخوانا
وقُلْتَ: لَيسْتْ (حَلا) بغداد منْ أَمَرتْ = القدسُ نادتْ وجرحُ القدسِ نادانا
وها فتاها الذي السِجّيل رَميتُهُ = يَسْتّلَكَ اليوم مثل الشمس برهانا
للآن تَقْدَحُ في كفٍ رصاصَتنا = للآن نُضرمُ في النيران نيرانا
للآن تسكب في النهرينِ مِن عُنُقٍ = للآن تحضن عند الله قُرآنا
والآن فينا بحجم الكون هِمتُّنا = يزيدنا الجرحُ إيلاماً وإيمانا
أكُلَّ هذا (بطغيانٍ) تُرتّبهُ؟ = زدْنا بربّكَ يا صدام طغيانا
************
الاثنين 18 صفر 1434 / 31 كانون الاول 2012
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق