السبت، 23 مارس 2013

خطابٌ إلى السَّادةِ الكبارِ

خطابٌ إلى السَّادةِ الكبارِ

خطابٌ السَّادةِ الكبارِ   خطابٌ السَّادةِ الكبارِ خطابٌ السَّادةِ

شعر – خلف الحديثي
مهداة إلى كافة حكام دول الثعالب في الوطن العربي :
-------------------------------------------------
ولمَنْ يُقالُ ويُكْتبُ الإطنابُ = ويُخطُّ في سِفرِِِ المَلا الإسْهابُ
وَتُزَاوَجُ الكلماتُ بين حروفِها = فيضيعُ عنْدَ بنائِها الإعْرابُ
ونقولُ أحْلى الدّغدغاتِ فتَنْتَشي = هذي وتلكَ وَتحْتفي الأطيابُ
وَتُحَشَّدُ الصّرخَاتُ في لَهَثاتِها = حتّى يُعزّي الميِّتينَ غِيابُ
إنّي لأحوجُ ما أكونُ لقذفِهم = حتى يخلّدَهُم لدَيّ سِبابُ
رُوحي على جمْرِِ التوجّعِ قد غَفتْ = مُذ راحَ يوقدُ نارَهُ الحطّابُ
ويُقيمُ معْركةَ الكلامِ خطابُهم = لو صحّ أنْ يُدعى الهراءُ خطابُ
مُذْ حاولُوا تشْتيتنا وتحالَفوا = حتى تصوّبَ للصّدورِ حِرابُ
مُذْ حاولُوا زرْعَ العداءِ وأتقنوا = فنَّ التّحاصُصِ وامّحَتْ أصلابُ
يا سادتي أنّى سيُعلنُ موتُكم = ويطولُ في غرفاتِكمْ تنْعابُ
كونوا كما شئْتمْ وغوصُوا بالدّما = فغداًَ سيأخذُ حقَّهُ القِرضابُ
وغداً يعودُ من الذهابِ إيابُنا = ويعودُ صوْتي يقتفيهِ إيابُ
وغداً إذا جاشَتْ وضاقَ مدارُها = وتناثرَتْ فوقَ البطاحِ رقابُ
قسماً ستنهضُ من غياهبِ صمْتِها = هذي القبورُ وتُخلعُ الأبوابُ
لن تُخْنقَ الصيْحاتُ عاليةَ المدى = منها ستوقدُ جذوة وثقابُ
إنّي أقولُ ولا أقولُ لغيرِكم = يا مَنْ بهم ستطوّحُ الأحقابُ
يا قادةَ الوطنِِ الكبيرِِ جميعُكم = في ساحةِ الموْتى هنا أنصابُ
وجميعُكم يا سادتي بعزائِنا = وبحربِِنا وبجوعِنا نُصّابُ
يا أيّها الأشرافُ في أوطانِهم = وبدارِِ أمريكا الدعاةِ قحابُ
كم يبذلونَ وينثرونَ على البغا = لو جئْتَ تطلبُ فلسَهُ يرْتابُ
وإذا اشتكيتَ الجوعَ هزَّ بكفِّه = وارتاعَ منك وبالدّوارِ يُصابُ
سرَقوا من الشعبِ المُجوّعِ حقُّه = فكأن ليس لديه فيه نِصابُ
يتآمرونَ على حرائق موتِنا = ويباعُ في سوقِ الدعاةِ ترابُ
ويثرثرون بمجلسٍ لا أمنُهَ = أمنٌ وكلُّ قرارِهم إقْلابُ
كتبوا بقايا قصةٍ مزْعومةٍ = وتناهبَتْ أدوارَها الأحْبابُ
ورَموا على بابِ الوزارةِ أمرَنا = حتى تتيهَ بحالِها الألبابُ
سرقوا مَصارِفَنا وما أبقوا بها = شيئاً عليهِ الجائعونَ تُثابُ
سرقوا بقايا حصةٍ مزعومةٍ = والشيءُ واللاشيءُ والأسلابُ
سرقوا وما أبقتْ لنا سرقاتُهم = غيرَ الفتاتِ ودمعةٌ تنْسابُ
لو فرّقوا ما نهبوهُ من أوطانِنا = عند الملاهي السادةُ الأقطابُ
لو وزّعوا معشارَ ما قطعوهُ من = باقي الرواتبِ لانتفَتْ أوْصابُ
ولمَا الجياعُ تعاصصَتْ شهواتُهم = وجرى لهم ممّا اشتهوْهُ لُعابُ
وجعٌ عراقيٌّ يضاجعُنا دماً = ترتاعُ منه مدائنٌ وقبابُ
فالموْتُ في بغدادَ يبدأ دربَهُ = مُذ عادََ في أرجائِها القصّابُ
والموْتُ أتقنتِ العروبةُ رسمَهُ = وتدارستْه فجرِّدتْ أثوابُ
ما أسْخفَ الحكّامُ في أفعالِهم = فحياتُهم كأسٌ يُدارُ وُعابُ
عبدوا مواخيرَ التميّعِ وانتهوا = وبليلِ قاعاتِ الرّذائلِ غابوا
تزْني البذاءةُ في فضائحِِ قولِهم = وسيوفُهم إمّا انبرَتْ أخْشابُ
وجيوبُهم علناً تعاوَتْ بالرِّبا = وتنمَّرتْ في بابِِهمْ حُجّابُ
فجميعُهم عارٌ وعارٌ كلّهم = وجيوشُهم قمعيّةٌ وكِلابُ
لا يتقنونَ الرّمي إلا بيننا = وعلى العدوِّ دجاجةُ وغرابُ
ونسوا بأنّ الخيل قدْحُ مسارِها = لو أبْرقتْ لحدَتْ تجيشُ رِكابُ
فسياسةٌ وهميّةٌ مزْعومَةٌ = فيها سيُشنقُ في الحياةِ طِلابُ
لو أنهم قصّوا شواربَ عارِِهم = لو قصّروا من ذيلِهِ الجلبابُ
لو أنّهم أعفوا اللّحى من طولِها = كرَماً لها وبها يُدافُ مَلابُ
وتنبّهوا لمواعظٍ حُقِنوا بها = وَتخدّروا سرّاً فهُمْ ألعابُ
فالعرْفُ عندهم يكذّب بعضَهم = بعْضاً فيسمو عندَهَمْ كذّابُ
يتناكحونَ كما اشتهَوا في خبثهم = ويُراوغونَ ويُعلنُ استذءآبُ
لو أنّهم ترَكوا مناصبَ طيشِهم = أو مارسوا تنويمَنا فأصابوا
لو أنّهم جاءوا بملحقِ جلسةٍ = من قولِهمْ واستؤنف استجوابُ
لو مارسوا تجويعَنا وتحزّموا = للواطِهم كي يُحدِثَ الإنجابُ
لو مارسوا ما مارسَتْ أعداؤنا = تجريدَنا واستؤصِلَتْ أعْصابُ
لا لا لما نارُ التشاحنِ قد رغَتْ = وتكالبَتْ في جرِّنا الأحزابُ
حكّامُنا غرْبانُنا نعَقتْ على = أطلالِنا وابتزّنا النّوّابُ
متأمركون تألّبوا في قتلِنا = جمْعاً ويسْحقُ رأسَهمْ قبقابُ
أفكلما هَبّ الدعاة لوعْظِنا = ترجو الصّلاحَ تُداهَمُ الألَقابُ
قاموا عليه واسْكتوا صيحاتِه = واستهجنوه وسُمّيَ : الإرهابُ
فاستبدلوا لِهِباتِهِمْ بمثالبٍ = واستعذبت تعذيبَنا الأعْرابُ
يتناوبون مع الجنونِ بضربِِِنا = عَجَمُ البلادِ وَسيئتِ الآدابُ
يتبادلون بقمعِنا أدوارَهُمْ = ويدُوسُهم كفٌّ سَطا غَلابُ
فبقيت أبحث عن فمي بجيوبهم = ويد الخفير لسوطها إعطابُ
وارتاح منهم قادة منقادة = بقيودها والحاكمُ الوهّابُ
والشاعر الخنذيذ منقادٌ إلى = صُحفِ الولاةِ وفكرُهُ الوثّابُ
مسْمومةٌ أفكارُهُ بخُرافةِ = في عارِها تتكالبُ الأذنابُ
لم يدْرِِ والتاريخُ أصْدرَ حكمَهُ = عَمّا افتراهُ وَحُوكِمَ النُّسّابُ
فغدا الصلاحُ حديثَ أيِّ مُتاجرٍ = فيما يقولُ ليَعرفَ الطلابُ
فالدينُ شاخَ وصارَ عارٍٍ فكرُهُ = مذ حدّثتْهُ لرأيِها الكُتّابُ
محدودباً يمشي على أوجاعِهِ = وتنامُ في عكّازِهِ الأتعابُ
وخلاصةُ الأقوالِ فكْرةُ كاذبِ = جَحَدتْ وفيها زُيّفَتْ أسْبابُ
ما دامَ صارَتْ للثعالبِ دولةٌ = لُجِمَ الذئابُ وبُدِّلَتُ أنيابُ
***
23/12/2004

اللوحة بريشة الفنان أحمد الشهابي

https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق