الأحد، 14 أبريل 2013

الجِراح الغاضِبة

الجِراح الغاضِبة

الجِراح الغاضِبة    الجِراح الغاضِبة الجِراح الغاضِبة

شعر- خلف الحديثي
---------------------
غضب الـجراح . قـصائـد ... تـتوعد ---- ســـورا مـــقدســة الــبــيــان.. تــردد
فــيـصاغ سـحر بــيـانـها مـن جـرحنا --- شــعــواء يــرسـمـهـا الـخـلـود ويشهد
جــرح بــعــمــق الـكـون يحمل رايـة --- ومـــواكــب تــفـنـى وأخـــرى تـولـــد
يا ويــحـهـا إن لـم يـكـن.. إعـصارها --- غـضـبـا يـفـجــر فـي الحـشود ويـوقـد
إن لــم تــفجر في الشعـوب حــماسها --- وتــثــار فـــيـهـا نــخـــوة... وتــمــرد
بــغــداد مـقـبـرة الـغـزاة ... وأرضها --- نـــار تــــذل الحـاكـمـيـن.. وتــرعـــد
يــا كــنــز مــيـلاد الـرجال عـصوفة --- هــمــم الـذيـن إلـى الـردى قـد وحِّـدوا
وطــــن أبـــاحوه الـرعــاع فـاتـخموا --- بـالعـار .. يـا صلـف الـذيـن تـجـنـدوا
سرقوا زمـرّدة الحـضارة فــانـظـروا --- بــاسـم السـلام . ولـلـدمــار تـحـشّـدوا
عــمَّ الـدمـار وكــل فــوضـى أيـنـعت --- شـرّا . وبـورك فـي الــدمــار السـيـِّـد
والــنــادبـــون عــلى جــنازة مـوتــنا --- عـهــدي بـهــم لــدمـارنـا .. تـتـقـصـد
هــذا الــسـكـوت وللحــكـومـة ديــدنـا --- عـمـلـوا بـمـا قــد شـاءه الـمـستـعـبـِد ؟
وهــمُ اعـــدّوا لــلــفــنــا.. أحـكـامـهم --- لشـعــوبـهــم . والشـاهــدون لـهـم يــد
مــا هــزّهم هول المصاب وما جرى --- فـيـنـا . ومـــاذا قـــد أبـاح .. مـعـربـِد
فــكـأنّ مـا قــد صـار لــيس يـهـمـهـم --- وعـلـى جـراحــات الضحـايـا عّـيـدوا
وكــأنّ أوجـــاعــا تــصيـح .. دماؤها --- مـا هــزهـا مـنـهـم نــداء .... يـرعــد
بــــغــداد مــا ســقــطــت ولـكن كبوة --- ولـطـالـمـا كــبـت الـخـــيـول الـجُـلـّـد
بــغــداد مــا ضـاعــت ولـكــن أهـلها --- مـــن قـــد أبـاحـوا لـلـغــزاة ومـهّـدوا
كــــلا ولا يـــومـــا تــبــاح ديــارنــا --- لـــو لـــم تـكــفّـن نـخــوة... وتــحــدّد
فــلــيــفـرح الـجـبـنـاء مـمّـن بـايـعـوا --- جـيـش الـغـزاة عــلى الـبـلاد تـمرّدوا
ولــيـهــنـهـم. أن الــبــلاد تــأمـركـت --- وبـهـا يـعـيـث الغـادر .. الـمـتـنـمـرد
مــتـصاغــرون لـدى الـعــدو اذلـــــة --- والـخـوف مــلء عـروقـهـم..يـتـفـصّـد
وعـلـى بـنـي اوطــانــهـم يـــا ذلـهـــم --- مـثـــل الاســود بـغـــابـــهـا تـستــأســد
ولـيـهـنـهــم بــالـمـــوت عُـبِِـد دربـنـا --- ودمـــاؤنـــا فـــوق الشـوارع تـشـهــد
لـهـفـي عــلـيــهـا صاح فـيـها صائـح --- وهـــوت بــهـا شـهـــداؤنــا تـتـشـهّــد
بــغــداد صـابــرة تــجـاهــد وحــدهـا --- صـبـّوا دمـاركــم بــهــا... وتـجـرّدوا
طــودا تــنــافــح تــستــعين على البقاا --- بـالـلـه.. مــا خـشـي الـغـزاة مــوحِّــد
بــغـداد شامـخـة شـمـوخ... نـخــيـلها --- يـــا قــامــة لـلـظــلـم لـيـسـت تـسـجـد
فلــسـوف نـــدحـر للــطـغـاة فلا ترى --- ظـلـمـا. ويــوم الـنـصـر ذاك مــؤكـّـد
ســرقـوا طــفــولــتـنا وحـلـم شـبـابـنـا --- ومــن الـحـقـول سـنـابــلا ... تـتـورّد
قــتـلـوا وإعراس الــحــيــاة .. مـآتــم --- كــــلّ الـشـبــاب ولــلـبــقـيــة مـشـهـد
يــا لــلــعــروبــة نــكـّـلوا بــشــبابـها --- واسـتـعــذبـــوا لــدمـائـهـا وتـجــلـّـدوا
فــالــشــرّ (نوري ) ضم ألــف عصابة --- والـحـقــد مــلء ضـلـوعــه يـتـوطــّد
مــدن تـحـاصـرها الجـيوش عــنـيــدة --- عـــلـنـا،وأخـــــرى بــالـتـدلـل تـسـعـد
نــشــقى الـحيـاة وهـم بـكـــل تـرافــة --- (جــنـكــيـز) يــأمــر والـجـمـيـع تـنـفّد
يـــا لــلــعــروبة حـيـن تـجـمـح خيلها --- مــــا نــام مــن رعــب بـه الـمـتـجـلـّد
يــا ويــحــهــم إمـّا تـمـطـى... ثـأرها --- وتـــفـجـر الـبـركــان غـيـضـا يـحصد
يـــــا أيــهـا الـمـسـتـعـمـرون فـنـعـلنا --- يــطــأ الـجـمـيـع ومـن بـنـا قـد افسدوا
يــا ســارقــي نــفــطـي وقـبلة منزلي --- مــاذا تـقــول وسـاء مـنـك الــمـقــصـد
ســرقــوه تـُـعــلـف بـالـمعار بـطونهم --- حــتــى شــكــا مـنـهـم وضـجّ المسجد
قــوم بــه نــالــوا الـوجـاهــة والـعـلا --- وعــلــيــه مــن جــشـع بــهـم تـتــوسّد
صُــنـّـاع تــابـــوت الـبلاد تـنـفـّـسـوا --- وثـــراؤنــا حـول الـقـــحــاب يــــبـدّد
ويــــح الــذيــن تــهادنـــوا وتـــعاونوا --- وبــمــا يـبـعـثـِر بــالـضـلالـة مــفــسد
فـغــدا سـيـنـهـض مــا رد بـضـفـافـنـا --- للـــنـــصر يــزحــف ثـائــرا .. ويؤكّد
إن كـــان ظــنوا الشـعـب شُـلّ مروءة --- قـــد خــاب مــا ظــنـوا وفــيـنا اوقدوا
فـــالــنار زاحــفــــة تــهــدّ سـواتـــرا --- وبـــمـا عــلـيـهـم مــن جــنـود حشّدوا
تـــجـــتـــاح غــاشــيــة جـهـاما ظلها --- ولــذي الــمــفــاســد والـخـيـانة تطرد
شــــوس بــداجــيـة مـخـيـف زحـفـها --- شــــوق بــهــم نــحـو الـمـمـات يجسّد
يـــترصـّـدون إلـــى الـمـنـايا خطوهم --- ركــبــوا إلــيـهـا الـدارعـات وانـجدوا
شــالــوا على كـف الردى مـهـجاتـهم --- عــشــقــا . ومــا بـخــلــوا بـها وتبلّدوا
عـــشـاق طـاحـنـة يـجـيش رسـيـسـها --- بــيــن الــعــروق ولــيـس فيــهم يخمد
الله يـــــا وطــني الــجــريـح ستـنتهي --- هـــذي الــشــراذم فــي الــبلاد وتـجلد
بــشـراك لـن تـبـقـى الـديــار أسـيــرة --- فــالـــدرب نــحــوك بــالــدمــاء يـعـبّد
لله درّ الــــعــاقــديــن إلـــى الــوغــى --- الصــامــديــن لــيـسـتـفـيــق الـــهـجــد
الـــصابــريــن عـلى يـسـيـر مــؤونـة --- لــيــعــيــش أبــناء الــبـلاد فــيـرغدوا
والــضـاربـيـن الــبـغـي ضـربة ماجد --- وعـــلــيــه مــن نــور الألــوهة سؤدد
سـنـجـيء نــنـفـض عـن ثـراك غباره --- ويـــســلّ ســيــف الــعــاديــات ويغمد
وغــدا سـتـرجــع لـلحشـود بــنـودهــا --- وتـــدكّ أوكــار الــطــغــاة وتـــحصد
فـــانــا نــذرت إلــى بـلادي.. مهجتي --- ولـــه عــلــى رغـــم الـعـواصف انشد
وأنـــا جــناح لــن تــهــزّ.. قــوادمـي --- عـــصـف الــريــاح . لــه أظـل أغـرّد
لـــفــح أنــا ونــزيــف شـعــب ثــائــر --- وبـــه بـــلادي ثـــورة .. تــــتــمـــرّد
فــاستــنــهـضوا ركبت جراحي خيلها --- لا لــــن تــكـــلّ فــفــي الجراح المولد
سنــجـيء لــيــل الــغادريـن وغدرهم --- ونـــدق بــاب الـــمــجــد وهــي تـفـنـّد
لــغـة الــجــراح عـصـيـّة .. ألـفـاظها --- وهــديــرهــا يــفــنــي الـعـدى ويشرد
أتــبـاع في ســوق الـــدعـــاة مـواطن --- وعــلـى نــزيــف الأكــرمـيـن تـشـيـّـد
وطــــن . وأرخصت الـوعود حـقوقه --- ويـــتــاجــرون بــأنــفـــس تـتـــنهـّــــد
يــــا سيـــدي أنــا لــلــفــداء قــصيـدة --- عــــرض يـــبــاح... وأمـة تــتــوعّــد
يــــا لــلجــريــمة كيف نغضي طرفنا --- ودم عـــلــى كـــأس الـــوزيــرمـبــدّد
تــحــمــي الــغـزاة قـلاعهم بحشودها --- لــكــنـــمــا الأحــرار لــيـسـت تــقـعـد
يــا أيــهــا الــمـتـأمـركـون .. فيومكم --- آت ويـــســحــق لـلـذيــن تــــهــــوّدوا
يــــا للــرجـولة وانـتـفـاضـات الـدمى --- الأجـــل مـــوتـــي والــدمـــار تــــؤيّد
بـــلــدي الــسـلـيب خـضــابـه أشلاؤه --- وعـــلــيــه صــلى الــجاحدون ونكّدوا
بـــغــداد هــذي فــانـظـروا ما .. جرّه --- للـــبــربـــريــة . ســادة وتـــعـــمّــدوا
امــن الــعــدالــة أن يــساق لــغربـــة --- أهـــل الــبــلاد لــكـي يــعــيـش مـجنّد
ويــشرّدون عـــن الــمــواطــن امـــة --- الله فـــيـــها بــالـكـتـاب ... يـــــمـجِّـد
ســـرقــوا الــتراث وكــل ما نزهو به --- وعــلى المساجد . ويك . صال معربد
هــــذا الـــذي قـــد خــطــطته عصابة --- ولــهـــم بــــادوار الــخــيـانــة اسندوا
الله مـــا تـــلــقــى الــبــلاد وأهــلـــها --- ولـــكــم يــبـيـت عـلى الدروب مشرّد
عـــصـفــت رياح الـغـزو طاحنة بهم --- ولـــكـــم لأحـــلام الــطــفــولــة بدّدوا
يـــا مــوطـني وعــليك انــزف حرقة --- فـــإلــى. م نـشـقـى في الـحياة وتسـهد
الــموت خــيـّم حــاشــــدا .. ولـهـيـبه --- يــقــتــات مــن مــهــج الالــى ويـقــيّد
والـــمــجــرمـون عـصائـب وهــمـيّة --- زمـــرا تــســوق إلــى السجون وترفد
والـــجــوع أطــلــق نــاجــذيـه مقدّسا --- كـــفــرت بــه هــذى الــجــيــاع واكبد
أرأيــــت بــغداد الـعـروبـة قـد غـدت --- مـــأوى لأبـــنــاء الــبــغــا تــستـعـبــد
كــم تــستــغـيـث وتـشـتـكي وتحوطها --- زمـــر الـوحــوش بـهـا المباذل وطّدوا
جــعــلــوا الـجـوامـع لـلـمفاسـد كـعبة --- ســيـكــون خـصمهم بذاك (( محمد ))
عــزمــوا عــلى شـره الحياة وأوغلوا --- بــدمــارهــم والـحـقــد فـيــهــم اســود
قــل للــدعـي ومـن يـزمـجـر ثــــورة --- هــيــا إلــى درب الــفـدى واستشهدوا
ســيــروا إلــى درب الجـهاد ولملموا --- أشــتــاتــنـا والــى الــشـبــاب فـجنّدوا
فــالــمـوت فـي ســوح الـكـفـاح ولادة --- فـــعــلام لا نـــســـعى لــه ..ونزغرد
قـسـما سـنحـفـر لـلـــغـزاة قـبـورهــم --- بـــــإرادة ..جـــــبــــّارة .. ونــــوســّد
فــالــزاحــفــون إلـى الـوغى لم يثنهم --- طـــــاغ يـــســعـّـــر شـــرّه ويـــهـــدّد
والــشــعــب قــرّر والجــراح تــلــفـّه ---- للــــثـــورة الــحـــمــراء آن الــمـوعـد
والــشـعــب قــرّر أن يــكون خلاصه --- بـــالــوحـــدة الــكـبـرى يــعيش ويخلد
حــطـّـيــن عـادت يــا خــلـود ملاحما --- ســـجـّـــل فـــفــيــنا كــل يــوم تــولـد
وانــظــر إلى خـيل المثنى ..حمحمت --- فـــي الــســاح تــزدرد الـلـجـام وتـنهد
وارى بــها الــقــعــقـاع شــدّ عــزيمة --- وخـــيــول سـعــد أي ضــرب تـشـهـد
مــضــت الــقرون ولــم يـزل بقلوبهم --- حـــقـــد يــمــالــئ فـي النفـوس ويكمد
والــفــارس الــعربي يـركــب عـزمه --- خـــيــلا بــأرســان الــكرامـة تـعــقـــد
هـــذي شــراذمــهــم ومــن وقفت لها --- فـــغــدا ستـقــبـر والـــزمــان سيـشـهد
بـــغــداد لـــن تــبــقـى الــزمان سـبيّة ---- وبــــهـــا يــعــيــث الــفـاسـق المتمرّد
ويـــقـيــم فــيــهــا للــغــزاة دعــــارة --- ( نـــوري ) دلـيـل دروبــها والمـرشد
ويـــحـــاولـــون وقــد تــأجـّج غيضها --- خـــسـئـوا وفـي أوطانــنا لـن يصمدوا
قـــل للــذين مــع الــغزاة تـــوافــــدوا --- فــسـيـكـنـسـون ومــن عــتــا ســيـلحّد
وغـــدا ستــصــدر لـــلإلــــه مــحاكم --- فــثــبــوا عــلــى رب الجلالة واعتدوا
سنــطهـّـر الأوطــــان مــن أرجاسكم --- ونــردّ مــا أفــنــى الــجـنــاة وافـسدوا
وتــعــود بــغــداد الحــبــيــبــة حـــرّة --- ويـــعـود لــلــوطــن الـحـبـيـب الـشرّد
فـــعـــراقــنــا لا لـن يكـون ... لغيرنا --- وبــغــيـره تــفـنـى الـحـيــاة وتـــربــد
وعـــلام تــجــأر زمــرة ..مــأفــونــة --- وتــهــمّ فــي وأد الــجــهــاد وتــجـهـد
قــد راعـــهــا أن الــجــراح تــفجّرت --- غــيــضـا وبـركـان الـردى لا يـركـــد
مـــهــلا سـمـاســرة البــلاد ستــنـتهي --- أدواركــــم فــجــهــادنـــا لا يـــــــــؤد
إن الــبــطــولــة لـــن تــمـوت دمـاؤنا --- وســبــيــلــنا وهــي الـطـريق الأوحد
والثــائــرون الــعــاقـدون على الـفدى --- والــمــؤمــنـون على المصاب توحدوا
كـــفــروا بـكــل الـطـامـعـيـن بـقوتـنا --- وبــكـــل أزلام الــــفـــســاد ونـــــدّدوا
عــــقــدوا لـــدحـر الـظـلم واتّحدوا له --- وتــــطــــوّعـــوا فــي عــزّة وتـعهّدوا
وغــدوا بـجـنـح الـلـيـل يقدح خطوهم --- فـــوق الــــدروب وبالــغــزاة تـوعّدوا
حصدوا الجماجم واستباحوا من بغى --- وعـــلــيه صــب جــحــيــمه الـمتوعّد
ودمـــاؤهــم سـتـظـل عــرس بــطولة --- حــلــك الــدجــى بــسـنـائــهـا يــتــوقد
والــهـادرون عـلى الـعدى صرخاتهم --- مــنــهــا أعــاصـيـر الـعــروبـة ترعد
والشـعــب قـرّر أن يـشـقّ طــريــقــه --- بــجـــراحــه وعــلــى الــرفــاة يــشـيّد
ويــصــوغ مــن سـفـر الـفدى تاريخه --- بــطــلائــع بــقــيــودهــا لاتــــرقــــــد
ســنــعـود مـن عـــدم بــوحــدة ثـائــر --- وطـــريــقــنــا الإســلام فـيــه تـــوحّد
فــالــنــصـر آت لا مــحـالـة فـي غــد --- بــالــوحــدة الـكـبـرى ذراه سـنـصعــد
فــلــنا الــفــداء لــنا بــسالــة شــعــبنا --- ولــنــا الـعـلـى بـدم الشـــباب يــعــربد
ولـــهــم شــقــاء الــظا لـمين بظلمهم --- وعـــلــيــهــم كـــل الـسـهـام تــســــدّد
فــانــا الـذي ما اخترت لحن قصيدتي --- لــــكـــنـــه الـــحـــب الـــذي يـسـتـعبد
*********
26 / 12 / 2006
اللوحة من أعمال الفنان مؤيد محسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق