الدعوة الخيانية التي أطلقها الخرِف السياسي "حسن العلوي" لاقامة ما يسمى بالدولة الكردية في ظل حكومة ضعيفة مترنحة ما بين الفساد والعمالة.. وثمن تلك الدعوات النشاز.!؟
مثنى الطبقجلي
اعلنت القائمة العراقية البيضاء تمسكها بالنائب الثمانيني السن، حسن العلوي رغم اطلاقه قنبلة سياسية فراغية تمثلت بتحريضه التحالف الكردستاني على اعلان دولة كردية مستقلة عن بغداد في شمال العراق.... في حقيقة الامر راعني للوهلة الاولى منه ذلك انها قد تكون حملة مغرضة تستهدفه من قبل من كان متحالفا معهم، ذلك لانني لم اكن اتوقع منه ذلك ومن اي سياسي آخر مهما تلونت اجنداته، لأنها خطوط نار لايجوز السير فيها بأن يضع في سجله جريمة لاتغتفر فيما لو اتخذ هذا المسلك الشائن.. وبحثت عن توصيف لهذا السلوك فلم اجد له مثيلا له قد يفصح عن مسوغه هذا، في عالم استنسخت فيه شخصية ابي ريغال وابن العلقمي .
ولأن معرفتي بحسن العلوي لاتتعدى سنة واحدة من العمل معه، ولكنها كانت كفيلة ان ترسم عنه المخيلة شبح كاتب موسوعي كبير وليس مفكرا يبحث عن هالة حتى ولو كانت على حساب تجزئة وطن...غير ان اصداء دعوته تلك ترددت في وديان كردستان العراق محركة الكوامن لدى جميع الاطراف لكي لايتشدد البعض ولكي لايتمدد الاخرون ابعد من اغطيتهم الوطنية، اي انها كادت ان تكون رب رمية من غير رام، لكنها بأي حال رمية غير موفقة وقع عليه وزرها وعلى القائمة التي يصول ويجول بأسمها ..!
تمسك القائمة الوليدة الجديدة للعراقية بالعلوي لها ما يبررها، فالعراقية الأم بزعامة اياد علاوي تنتظر ولادات جديدة في محصلة الصراع الدائر بين قياداتها، لكنها ولادات عسيرة بعدما ابتعدت بعض قياداتها عن المشروع الوطني الحقيقي فاضاعوا انفسهم حينما اضاعوا وطنهم، وليس العلوي إلا واحدا سار على هذا الدرب ولكنه ظل الطريق...مثلما ظل الآخرون؟وتركوا شعبهم طعاما للنيران الطائفية والمليشيات التي تأتمر بأوامر ايران..
جمعتنا و حسن العلوي في سبعينات القرن الماضي سنة من العمل معه يوم كان معاونا اداريا في وكالة الانباء العراقية التي اغتالها بريمر مثلما اغتال الجيش العراقي، و مثلما عرفته رجلا غير هيابا في وقفتة مع قول الحق ايام كنا نلجأ له باحثين عن منصف في خضم مسؤوليات تداخلت بين السياسة والصحافة،. ...آلمني جدا ما سمعته او ما تناقلته المواقع عن حسن العلوي مؤلف كتاب (عزيز علي اللحن الساخر) وهو كتاب أتخذُ منه قاموسا سياسيا للكثير من المفردات في تلافيف السياسة العراقية ومعضلاتها المتكررة منذ 60 عاما خلت .
ليعذرني الجميع إن استخدمت مقاطع زجلية وبعض العبارات المستلة من الشعر الشعبي لفنان العراق الكبيرالمنولوجست عزيز علي بعدما ضاقت علي الامور بحثا عن مفردات تطابق حالته ووجدت فيها بد استقصاء وبحث تطابقا في هذيان الاول وعبقرية الثاني في غنائه الهادف، عند طرح كل مشاكلنا وآفاتنا حتى التي لم تولد آنذاك، لانه كان يستقرأ المستقبل من وحي قراءة لاحداث تتكرر وشخوص تتبدل سحنتها فقط دون عقليتها مع ما اوقع العلوي به نفسه من اشكالات اراد بها ان يخالف لكي يعرف وهو المعروف ...ولكن بعض الاكراد ساورتهم الشكوك في دعوته هذه..
فمن وحي مونولوج السكوت "احسن يا حسن"..اردت ان ألومه لانه تسلق جبال الوهم في كردستان زاحفا مطالبا من سفوحها ومحرضا على اعلان دولة كردية مستقلة معتمدا فقط على كونه رئيسا للكتلة العراقية البيضاء في مجلس النواب العراقي وليس كونه كاتبا او مفكرا عراقيا، ولكن بعض الاكراد ساورتهم الشكوك في دعوته هذه وحمى الارتياب من حول كل ما هو عربي ..
محاولته تلك اشبه ما تكون صرخة مدوية تتردد اصداؤها في اودية جبال زاكروس، لكنها أرتدْتْ عرض الحائط ،كما تلقي رياح الرشبة الكردية العاصفية الحصى في الوجوه المغبرة وهي تعبث وفق ترددات عويلها باسماع سكان مدينة السليمانية ..الدعوة تلك للخيانة لم يسبقه اليها الا بزاز الاخبار والسياسة سعد عبد السلام البزاز صاحب امبراطورية الشرقية التي ظهرت للوجود من تحت رماد الحروب ومآسي العراقيين وفضًلاتْ (إفطورنا عليهمْ)..؟؟؟
ومع ذلك إنني أرى فيما أطلقه حسن العلوي من دعوة للتمرد على الدولة إنما أراد بها ان يسرع من النهاية الحتمية لتوجه حاول الاكراد منذ سبعين عاما من التمرد والعصيان ان يكونوا العصي في عجلة تقدم العراق فأسهموا بتدميراقتصاد البلاد واطالة عمره تحت سقف الفقر والارهاب بعد حرب الصدمة والترويع، وسهلوا تهريب كنوزه ومقتنياته وباعوا حتى معامل اسلحته وبالتالي صار هولاء بعد استحواذهم على ما نسبته 17% من الخزينة العامة رغم ان حقهم لايتجاوز 13%
اقول صارالامر استزافا ونزيفا عطل تقدم البلاد العراقية، لذا اقول للكاتب حسن العلوي ، كان عزيز علي "رحمه الله" يعنيك بالسكوت أحسن وآمن ياحسن، وانا اقر له بأنه من تصدر قائمة الاحلام المريضة لساسة عبثوا بامن البلاد وسلبوا العباد، وكيف كان المبادر بلا حدود لتمزيق الوطن العراقي من مشروع مفكر ابتدا يروج له، حتى ارتقى الى داعية للتقسيم تحت مسمى القائمة العراقية البيضاء فأي رياءِ هذا يا حسنْ وانتم معه يا ارباب الفنْ والفتنْ.( مو راح ننجن)
ففي أمسية نظمها له اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة السليمانية، جدد رئيس كتلة العراقية البيضاء في مجلس النواب حسن العلوي مطالبته الأحزاب والقوى الكردستانية بالإعلان عن تشكيل دولتها المستقلة.!! أي فكر تُسمهِ من يحاول ان يمزق بلده يا حسن... جُلَ اعتقادي أنصب على ان البعض فهم الموضوع من زاوية واحدة وهي الانفصال عن العراق وتشجيعهم على ذلك، لكي يسرعوا الخطى ويقعوا وقعتهم في الفخ الذي نصبوه لوحدة العراق ارضا وشعبا، وانا هنا أرى فيها بالمقابل دعوة صريحة للكف عن اطلاق هذه التهديدات التي يطبل لها يوميا قادةالحزبين الكرديين بالانفصال عن الدولة محملين إيانا الِمنيةَ في ذلك مرةَ وتارة التلويح بغزو بغداد وأخرى بالتمدد والاستيلاء على مناطق اخرى تقع خارج الاقليم تحت مسمى المناطق المتنازع عليها..
اذن قد يذهب البعض في تحليله لهذه الدعوة المثيرة للمشاعر إنها تستهدف القول : ان اردتم الاستقلال يا اكراد العراق فهذا وقتكم طالما الحكومة ضعيفة وانتم من وضعتم شتى العراقيل في طريقها و اتخذتم من اللعبة السياسية بيضة قبان تلقون بثقلكم فيه حينما تناصرون فريقا ضد آخر في حسابات ترفع من كفة هذا وتهبط الكفة الاخرى ..اذن هي لعبة سياسية غير اخلاقية لاستغلال اوضاع شعب يعيش الفقر والمعاناة، لانتزاع مكاسب بالابتزازالسياسي والاقتصادي والنفطي تحت تهديدات الانفصال والابتعاد عن فلك الدولة العراقية..
وامعانا في نشر هذا الغسيل عمد حسن العلوي الى تاليب الكرد وزجرهم ودفعهم لاقتناص الفرصة التاريخية في عملية خداع كبرى اراد بها ان يقفز الى الواجهة ملفتا لجميع الانظار. ويوم وقفت العراقية بأسرها ونهضت غاضبة في أول انعقاد رسمي لمجلس النواب لأختيار رئيس الجمهورية انسحب الجميع إلا من حسن العلوي الذي تربطه صلات قوية مع الطالباني فأِلى اين كنت تسير (ياحسن) حينما اكدت لهم أن جميع الظروف الإقليمية والعالمية مواتية لذلك، محملا الطبقة السياسية الحاكمة في إقليم كردستان المسؤولية عن التخوف من إعلان الدولة الكردية. وتلك لم يسبقك اليه لاهث نحو سراب زائل
يا صاحب الراية البيضة..؟ الى اين سيصل بنا هذا الاستسلام..؟ وهل بمثل هذا الحديث اردتم ان تُفْتِتونِ العراق فوق ما عمل ويعمل على تفتيتهِ المتخرصون وامراء الأقاليم والاجندات، كي تحرض الاكراد من المُتردًدين والمُتخوفين بقولك لهم ( أن وجود حزبين في الإقليم هو أحد الأسباب التي أخرت إعلان الدولة الكردية) وذهبت بعيدا حافيا، متسابقا مع احلام ظهيرة سليمانية الى القول ( أن تأخير إعلان الدولة وانتظارمسالة المناطق المتنازع عليها إلى الإقليم َسيضْرُ بالأكرادْ ويجهض حلمهم بدولة مستقلة)، وطالبت باعتماد خارطة محلية لبناء تلك الدولة. وكأنك نسيت او تناسيت ان خريطة الدولة الكردية الكبرى معلقة في المقار الحزبية في السليمانية واربيل ومنشورة في مواقعهم الالكترونية
بكل تاكيد اثارت مطالبة رئيس كتلة القائمة العراقية البيضاء حسن العلوي، الاكراد، بتوحيد الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان، لاعلان دويلتهم، لغطا كبيرافي الاوساط السياسية وتحديدا الكردية منها باعتبارها اول دعوة علنية وصريحة لسياسي عراقي عربي تُطلق من على منبر كردي تدعو بصراحة مرةَ لإعلان الدولة الكردية...وقد حركت مفردة (سياسة الامر الواقع ) التي تضمنتها دعوة العلوي حفيظة المسؤولين في الاتحاد الوطني الكردستاني الأمر الذي دفعهم إلى ترك القاعة التي كان يلقي فيها محاضرته غاضبين بعدما التبس عليهم فهم مرامي هذه الدعوة وهي لعب على المكشوف ونقراَ على الدفوف، أم إنها فهم بالمقلوب لكل ما هو مرغوب على لسان غيرهم مرفوض عندهم .
ولعل هناك من ذهب الى القول ان من اسباب الزعل الكردي.. ان العلوي استخدم مفردة الاكراد وليس الكرد، وعادة تطلق التسمية الاولى لاكراد العراق والكرد لعموم اكراد المنطقة اي انه خاطبهم اقليميا وبذلك استحق منهم بعض التعنيف .؟!! ولكن ليس من الجميع..!!
وعلى ما يبدو أحرجت هذه التسمية القطرية للكرد الاتحاد الوطني فرد عليها القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني (ملا بختيار)، بقوله: إن الكرد في طريقهم إلى استقلال كردستان ..فأي كردستان يعني (بخ تيار) هل هو ُجزئها العراقي ام اجزاؤها المتوسدة اراضي تركيا وايران وسوريا، مضيفا أن الكرد يبنون الآن الأساس المتين لإعلان الدولة المستقلة... وهم على حد قول بخ تيار، ينتظرون اللحظة المناسبة، لكن القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني نرمين عثمان لامت العلوي على دعوته ووصفتها بالمتسرعة فيما ذهب آخرون الى اعتبارها دعوة كان لها ثمنها وذهب غيرهم الى ان مسعود البارزاني كْرْمَ العلوي بفيلا في مصيف صلاح الدين وهي مقر قيادة الاقليم مقابل عثرات اللسان تلك...؟ فاين وجه الصحة مما يثار من لغط وتاويلات حول ذلك الثمن يا حسن ..؟
الاكراد محكومون اليوم وفق معاهدة "سايكس بيكو" التي نسخت معاهدة "سيفر" التي فوضتهم بتشكيل دولة لان مؤسس الدولة التركية العلمانية كمال اتاتورك قد رفض معاهدة سيفر التي تم التوقيع عليها في 10 اب 1920 عقب الحرب العالمية الأولى بين الإمبراطورية العثمانية وقوات الحلفاء، واعتبروا بذلك مواطنين ضمن العراق وتركيا العثمانية، ولهذا هم يعملون ببطئ في سعيهم لاسترجاع حلم جمهورية مهاباد الذي ولى ولكنهم لا زالوا مثل اسنان المنشار تذهب لتأكل من جسد الدولة العراقية المتهرية أقضيتها، قضاءا بعد آخر، ضمن ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها وفي المقابل يحاولون نشر تركيا وايران وحتى سوريا بمنشارهم الراجع عبر حزبي العمال الكردستاني والبيجاك لكي لاتستقر احوال تركيا وايران معا الا اذا انضمت هذه المناطق الكردية التي يطالبون بها مستقبلا الى حلم اقامة الدولة الكردية الكبرى،
ما ذهبت اليه نرمين عثمان في معرض لومها وتعنيفها للعلوي : هو انهم بحاجة الى دراسة متكاملة قبل اعلان الاستقلال من جانب واحد، كانت عبارات قاسية ووتنكرا للجميل الذي قدمه العلوي متسرعا ودون مسوغ اخلاقي وهي احد الاسباب التي دعتها الى مطالبتها له ان يتحلى بالصبر لان (الموضوع دقيق جدا.)على حسب فهمها وربما كانت تلك كلمات ابيها محمود عثمان احد دهاة الساسة الكرد من صانعي بيضة القبان السياسية ..؟التي روج لها كثيرا ما اضطر الكثير من ساسة بغداد لاحتضانها علها تفيض عليهم بقاءا واستقرارا ..؟
هل كان الكاتب والسياسي العلوي متسرعا في اطلاق دعوته هذه ام انها خطة مبيتة لخلط الاوراق والقاء الزيت على النار في ظرف تترنح فيه حكومة بغداد بين فساد سياسي ومالي واداري ومؤامرات مزعومة واعتقالات اجهاضية ودعوات وصلت كل اسماع الدنيا بأن بغداد المالكي قد تخسر مواقعها الى الابد بعدما نشط هناك من يدعوا الى ابعادها نهائيا من الواجهة لفشلها في ادارة البلاد وان الامم المتحدة تفكر جديا وبدعوة من الدول الكبرى لاقامة حكومة انقاذ وطني تعيد العراق للواجهة السياسية بعدما يكتمل انسحاب قوات الاحتلال نهاية العام الحالي وتلك رؤى اصبحت جاهزة في سيناريو المشهد العراقي المتفاقم .....ويا نار اشتدي انطفئي ..؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق