حزنٌ في حضرة بلقيس اليمن
نخلة الفرات وطن النمرواي
من اليمن السعيد أ لا يعود ؟! = ففي الحدباءِ تنتظر اللحودُ
أ يا بلقيس رفقًا بالمُعنَّى = فهذا فارسٌ بطلٌ عنودُ
و في الميدان صهوته جبالٌ = و نخلاتُ العراق له جنودُ
أ يا بلقيس هُدهدُنا أتانا = بأنباء تُحـَـزُّ لها الكبودُ
فليس كخالدٍ يرديه ضبعٌ = و ما كانت لتُرهبه الأسودُ
و ليس كخالد يأتيك صبـًّا = فتغدره الأفاعي و القرودُ
سلي الفيحاءَ عنه بيوم حربٍ = تخبِّـرْكِ المنايا و الرعودُ
"أبو إسراءَ" عنه سلي المواضي = فهذا سِفرُ ما تركَ الجدودُ
بنى في القادسية صرحَ عشقٍ = و لم تغمدْ بنادقـَهُ الغمودُ
و كان قيامُه في الحرب نصرًا = إلى عشتارَ يهديه الهَجودُ
أ من جسد الشهيد كبَتْ غيومٌ = بأعيننا فتشربها الخدودُ ؟
أقمتِ و كبَّرِتْ بغدادُ فينا = و ظلَّ الصوتُ من صنعا يعود
أ عندَ العرشِ ضيّعتِ المرايا= و أهدرَ دربكِ الغرٌّ الحقودُ
أ في صنعاءَ سالت من دماه= إلى بغدادَ أنهارٌ حشودُ ؟
خذي بالنصر ثاراتٍ على مَن= يخونُ و صار إخوتَه اليهودُ
و وجَّهَ قبلةَ النجوى لقـُمٍّ = و من يسعى لتفصمَكم حدودُ
و جرذٍ هدَّ مأربـَكم قديمًا = و عادَ اليومَ مأربُهُ السدودُ
سيبقى عطرُه عبـِـقـًا ففوحي = لتـُحْييها و إن ماتت ورودُ
و أبقَي ذكرَه صبًّا وفيًّـا = و خيلُ الحربِ في وطني شهودُ
لعشتارٍ أ لا رُدِّي حبيبًـا = غفا في عينها فغفت برودُ
أ يا بلقيس إنْ آنستِ دمعًا = فهذا النجمُ تبكيه السعودُ.
.
و إن آنستِ في بغدادَ نارًا = فنارَ جوًى و تحطبُها الكبودُ.
.
.
و العذر من الشهيد ففي حضرة الموت تضيع منا الكلمات و يظل القلب يرسم حرفا بملح الدمع و بلون حزن الوطن الـ يستعجل الصبر و السلوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق